المعلومات” هل سمعت بهذا المصطلح من قبل؟
ان حروب القرن الحادى والعشرون هى حروب معلوماتية من الدرجة الاولى… فالمعلومات
اليوم اكثر تدميراً من القنابل النووية نفسها ، فالحروب التقليدية لها الكثير من
الخسائر على كلا الجانبين المتصارعين من
الارواح والاموال والعتاد العسكرى واستنزاف الموارد. وهذا مادفع الغرب وعلى رأسهم
الولايات المتحدة الأمريكية بالطبع الى استحداث نوع جديد من الحروب الغير تقليدية
وهى مانراها على الساحة العربية فى ايامنا هذه ، فالعقيدة العسكرية الامريكية هذه
الايام هى نقل الحرب لداخل نطاق العدو “العالم كله بالطبع” وبالطبع نحن
نعلم ان الولايات المتحدة الامريكية دولة ذات توجه “برجماتى” او
“سياسة برجماتية” و”برجماتية” تعنى تقديم المصالح على اى شئ
آخر وهو ما بدأت بشائره تظهر على الساحة فى الفتره القصيرة المنصرمة حيث ظهرت
حادثة تعاون المخابرات الامريكية مع نظيرتها الالمانية للتنصت على دول الاتحاد
الأوروبى نفسه! بالطبع شئ يدفع للتعجب ألمانيا العضو فى الاتحاد الأوروبى تتعاون
مع امريكا للتنصت على الاتحاد الأوروبى! ولكن لا تتعجب فالسياسة الدولية اليوم
يغلب عليها الطابع البارجماتى.
فأنت تقول لنفسك الآن لماذا غلب الطابع السياسى على المقال؟
(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
لقد فضلت ان أبدأ بهذه المقدمة لكى اوضح
لك ان الحروب التقنية والمعلوماتية وحروب الفضاء السيبرانى ، قد تغير الكثير من
نتائج الحروب ، ولما لا… فالمعلومات اليوم هى التى تمكن الدول من تحديد اهدافها
بدقه فى الحروب التقليدية والغير تقليدية بل وقد تذهب لابعد من هذا ذاك الى حد
اشعال فتيل الحرب وانهائها والفوز فيها دون ان يحرك اى جندى او عده عسكرية ساكناً.
وهذا ما وجدناه فى ازمة روسيا واوكرانيا التى لم تصل لحل بعد ، فبالمعلومات قد
توصل روسيا الى ان هناك الكثير من المؤيدين للانضمام للاتحاد الروسى فى اوكرانيا
وقد توصلت لقادتهم وامدتهم بالمال والعتاد والتدريب حتى تمكنوا من مواجهة الجيش
الاوكرانى والحاق الخسائر به ، ثم تدخلت روسيا لحل الازمة التى قامت بافتعالها
وظهرت فى دور البطل الساعى للسلام بالطبع ولكن كان هذا كله من أجل تلقين رئيس
اوكرانيا درساً قاسياً بسبب توجهاته الموالية للاتحاد الاوروبى وحلف شمال الأطلنطى
“الناتو” والمعاديه للامبراطورية الروسية.
نجد ان الفائز فى الموضوع هو جميع الاطراف عدا الطرفين الرئيسيين: اوكرانيا ،
وسكان شمال اوكرانيا.